العلمي يصنع نموذجاً من مشروع “طاهي” بأيادي الشباب القطري

لنشر ثقافة الصنع والابتكار وبناء اقتصاد المعرفة

العلمي يصنع نموذجاً من مشروع “طاهي” بأيادي الشباب القطري

*م.راشد رحيمي: التجربة مكَّنت المبتكرين من تنمية مهاراتهم في “النمذجة”

* م. خالد بوجسوم: “مشاركة الشباب في تنفيذ ابتكار طاهي تُعزز عملية نقل المعرفة التي اكتسبناها”

* المشاركون: النادي العلمي يوفر أفضل الإمكانيات التكنولوجية لتعليم وتدريب الشباب مناهج الابتكار

الدوحة- النادي العلمي

نظم مركز الصنع والابتكار التابع للنادي العلمي القطري، مخيماً لتنفيذ نموذجاً من مشروع “طاهي” بموجب اتفاقية وقعها النادي مع شركة “طاهي للتكنولوجيا”، للتعاون في نشر ثقافة الصنع والابتكار من خلال تجميع وتركيب منتج “طاهي” الابتكار الحائز على المركز الأول في الموسم الرابع لمسابقة نجوم العلوم. وشارك في المخيم 10 من الشباب والفتيات القطريين من أعضاء النادي، تحت إشراف المهندس راشد حسين رحيمي رئيس مركز الصنع والابتكار، والمهندس خالد بوجسوم المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة طاهي وصاحب الفكرة والمهندس عبدالرحمن خميس عضو فريق طاهي.

ومشروع “طاهي” هو ابتكار قطري الأول من نوعه، ويمكن تشبيهه بطباخ شخصي ذكي يقوم بطبخ وصفات متنوعة من الأطباق بشكل آلي وبجودة مشابهة لجودة الطبخ المنزلي، حيث أن فكرة الابتكار ترتكز على آلية إنزال مكونات الطبخ النية في وعاء الطبخ بشكل آلي ليتم طبخها للدرجة المطلوبة بحسب تعليمات الوصفة إضافة إلى عملية الخلط والتقليب والتي تتم بشكل اوتوماتيكي بحسب التعليمات البرمجية في الجهاز والتي يتم نقلها له باستخدام الهاتف الذكي.

وقال رحيمي بهذه المناسبة، أن هذه التجربة مكَّنت الشباب من أعضاء النادي من تنمية مهاراتهم في مجال النمذجة، من خلال تنفيذ مشروع “طاهي” والذي يعد مشروعاً مكتملاً ، كما أنه أكسبهم مهارات جديدة عن طريق استخدام أساليب أكثر تطوراً في آليات التصنيع والأجهزة الحديثة المستخدمة في هذا المجال، لافتاً إلى أن النادي العلمي يسعى دائماً إلى دعم المبتكرين في قطر، وتنمية روح البحث والابتكار في مجالات العلوم والتكنولوجيا، من خلال التشجيع على الصنع في المجتمع القطري، ودعم ريادة الأعمال القطريين.

وأضاف أن النادي العلمي يقوم بدعم حركة الابتكار والمبتكرين في دولة قطر من خلال دعم تصنيع نموذجي من جهاز طاهي، أول ابتكار قطري يحقق المركز الأول في منافسات نجوم العلوم وهو البرنامج العلمي الرائد في العالم العربي بمبادرة من مؤسسة قطر، لتمكين المبتكرين القطريين من بناء المعرفة المرجوة لتحقيق التقدم في تطوير المشاريع لتصل لمرحلة التصنيع ، حيث قام الفريق بتجميع النماذج وتركيبها في النادي العلمي ليتسنى للفريق نقل المعرفة لأكبر شريحة ممكنه من أعضاء النادي والمهتمين في هذا المجال”.

كما نوه رئيس مركز الصنع والابتكار إلى أن المشروع تم تنفيذه في مركز الصنع والابتكار لما يحتويه من إمكانيات تكنولوجية وعدد من الأجهزة الحديثة لتصنيع نماذج الابتكارات مثل جهاز القاطع بالليزر ، جهاز صنع الدوائر الإلكترونية (CNC) ، الطابعة ثلاثية الأبعاد، لافتاً إلى أن المخيم شارك فيه كلاً من مركز الميكانيكا والبرمجيات والصنع والابتكار بالنادي العلمي.

من جانبه أوضح المهندس خالد بوجسوم أن الشراكة مع النادي العلمي القطري تهدف بالأساس إلى استفادة الشباب القطري من تجربة شركته الناشئة لتكون نموذجاً للمبتكر القطري للوصول بابتكاره إلى مرحلة التصنيع، مشيراً إلى أن هذا ما يفتقده عدد كبير من المبتكرين الذين يتوقفوا عند مرحلة النمذجة مما يحول دون استفادة المجتمع من ابتكاراته وأفكاره الإبداعية.

وأكد أن المعرفة حول آليات التصنيع هي تعتبر مجالاً جديداً على مجتمع الابتكار في قطر، وأن قطر تفتقد إلى وجود الصناعة التكنولوجية لذا وجب تسليط الضوء على هذه الصناعات التي من شأنها تحقق نقلة نوعية في الاقتصاد المعرفي القطري، ومن هذا المنطلق تم أطلاق المخيم حتى يعيش الشباب المشارك ولو جزء بسيط من تجربة تصنيع وتنفيذ منتج “طاهي”.

وتابع ” إن رؤية قطر 2030 تهدف إلى تنمية مجالات ريادة الأعمال وبناء اقتصاد المعرفة، والنادي العلمي يقوم بدور مهم لتحقيق هذا الغرض من خلال الدعم الذي يقدمه للمبتكرين”. لافتاً إلى أن الهدف من تجميع وتنفيذ منتج “طاهي” بالنادي العلمي هو نقل المعرفة المكتسبة من خلال العمل على المشروع والتي وصلت إلى مرحلة كبيرة من النضج، إلى الشباب القطري ليكون قادراً على تحقيق أهدافه ومساعدته في اتخاذ القرار الصائب بمنهج علمي ومعرفي.

بدأ المخيم بمحاضرة نظرية للمهندس خالد بوجسوم لتعريف المشاركين على الأجزاء الإلكترونية والميكانيكية لجهاز “طاهي” ومراحل تطور النموذج التي مر بها الجهاز إلى أن تم التوصل إلى شكله النهائي القابل للتصنيع، كما استعرض المصاعب التي مر بها خلال عملية التصنيع وكيفية التغلب على هذه المصاعب من خلال التجربة والتكرار، مشيراً إلى أن الإصرار على النجاح هي أهم الصفات التي يجب أن يتمتع بها المبتكر.

وتم عقب ذلك تقسيم المشاركين في المخيم إلى مجموعتي عمل لتنفيذ المشروع في مركز الصنع والابتكار بالنادي العلمي، حيث قامت المجموعة الأولى بتركيب الأجزاء الإلكترونية والدوائر الكهربائية لمنتج “طاهي”، بينما تولت المجموعة الثانية تركيب الأجزاء الميكانيكية للجهاز. وانقسم المخيم إلى مرحلتين أولها عرض المنتج والقطع الأساسية المكونة له على المشاركين وتنفيذ لحام الدوائر الإلكترونية والكهربائية للجهاز وتجميعها، وتعليم المشاركين توصيل هذه الدوائر وبرمجتها، بالإضافة إلى تجميع الأجزاء الميكانيكية للجهاز، وأخيراً تجربة الدوائر الإلكترونية بشكل عملي. أما المرحلة الثانية من تنفيذ المشروع تضمنت تنفيذ وتركيب أجزاء المنتج الأساسية وتجريبه عملياً.

من جهتهم عبر المشاركون من أعضاء النادي عن سعادتهم البالغة لخوض تجربة ثرية ومليئة بالتفاصيل العلمية والتكنولوجية من خلال تنفيذ نموذج من مشروع “طاهي”، حيث قال أيوب جناحي أحد المشاركين أن التجربة تمكن من خلالها التعرف على خطوات تحويل الأفكار والابتكارات إلى منتج يمكن طرحه بالأسواق، وهذا بالتأكيد يضيف إلى أعضاء النادي وخاصة الشباب خبرة كبيرة في مجال التصنيع وكما يعطيهم حافزاً للابتكار، موجها نصيحة للشباب القطري المهتم بهذه المجالات المشاركة في تجارب مشابهة للاستفادة من تجارب ثرية كتجربة المبتكر القطري المهندس خالد بوجسوم.

وقالت عائشة المهندي أحدى المشاركات بالمخيم، أن مشاركتها في المخيم لإثبات أن مجال الابتكار ليس مقتصراً على الذكور فقط بل يمكن للفتيات أيضاً أن يبدعن في هذا المجال، مشيرة إلى أنها أعجبت بفكرة مشروع “طاهي”، وأرادت أن تتعرف على آلية عمل المشروع والمشاركة في تصنيع نموذج منه، فيما أشارت ريم الكواري إلى أن مشاركتها ساهمت في تنمية قدراتها ، مؤكدة أن النادي العلمي يوفر للأعضاء أفضل الإمكانيات التكنولوجية لتعليهم وتدريبهم في مجال الابتكار، وأنه يجب على الأعضاء رد الجميل إلى النادي من خلال مشاركاتهم بفاعلية في جميع الأنشطة التي يقيمها النادي.