الشباب والنجاح في التخطيط للحياة”

بالعلمي خلال ورشة عمل احتفالاً بيوم الشباب الدولي 2016

“الشباب والنجاح في التخطيط للحياة”

– المهندس السادة : الوصول للنجاح المطلوب يتطلب إدارة أنفسنا وتنظيم أوقاتنا بشكل صحيح

– يجب على كل فرد أن يضع أهدافاً لحياته

– الإستفادة من الوقت هي التي تحدد الفارق ما بين الناجحين والفاشلين

– لابد من تدوين الأفكار والخطط والأهداف على الورق

– علينا تعويد أنفسنا على المقارنة بين الأولويات

نظم النادي العلمي القطري ورشة عمل للشباب والفتيات ، تحت عنوان “الشباب والنجاح في التخطيط للحياة”، وذلك بمناسبة الإحتفال بيوم الشباب الدولي 2016 ، ألقاها المهندس ابراهيم محمد السادة خبير تخطيط استراتيجي ، عضو مجلس إدارة النادي العلمي القطري ، حيث دارت محاور الورشة حول تحديد أهداف عامة للحياة ، التنظيم الفعال للوقت وتحقيق الأهداف ، الإدارة الفعالة للذات

وتحدث المحاضر في بداية الورشة حول موضوع اليوم الدولي للشباب هذا العام والذي حددته الأمم المتحدة وهو الطريق الى 2030 ، موضحاً المقصود بمفهوم التنمية البشرية ، خاصة وأن دولة قطر اهتمت بالتنمية البشرية بشكل كبير.

وتناول المهندس السادة بالحديث حول مفهوم الإستهلاك المستدام وهو تلبية احتياجات الوقت الحاضر دون أن تتأثر احتياجات الأجيال المقبلة، مشيراً إلى أنه حتى نصل إلى النجاح المطلوب علينا إدارة أنفسنا وتنظيم أوقاتنا بشكل صحيح .

وأوضح المحاضر أن الإدارة الصحيحة للوقت تقودنا للنجاح، منوهاً بالطرق والوسائل التي تعين المرء على الإستفادة القصوى من وقته في تحقيق أهدافه وخلق التوازن في حياته ما بين الواجبات والرغبات والأهداف.

وقال السادة أن الإستفادة من الوقت هي التي تحدد الفارق ما بين الناجحين والفاشلين في هذه الحياة، إذ أن السمة المشتركة بين كل الناجحين هو قدرتهم على الموازنة ما بين الأهداف التي يرغبون في تحقيقها والواجبات اللازمة عليهم تجاه عدة علاقات، وهذه الموازنة تأتي من خلال إدارتهم لذواتهم، وهذه الإدارة للذات تحتاج قبل كل شيء إلى أهداف ورسالة تسير على هداها، مشيراً إلى أنه لا حاجة إلى تنظيم الوقت أو إدارة الذات بدون أهداف يضعها المرء لحياته، لأن حياته ستسير في كل الإتجاهات مما يجعل من حياة الإنسان حياة مشتتة لا تحقق شيء وإن حققت شيء فسيكون ذلك الإنجاز ضعيفاً وذلك نتيجة عدم التركيز على أهداف معينة.

تحديد الاهداف

وأوضح إبراهيم السادة أن المطلوب من الفرد قبل أن يبدأ في تنفيذ هذا الملف، أن يضع أهدافاً لحياته، ما الذي يريد تحقيقه في هذه الحياة؟ وما الذي تريد إنجازه لتبقى كعلامات بارزة لحياتك بعد أن يرحل عن هذه الحياة؟ ما هو التخصص الذي ستتخصص فيه؟ وقال أنه لا يعقل في هذا الزمان أن يشتت الفرد ذهنه في أكثر من إتجاه، لذلك عليه أن يفكر في هذه الأسئلة، وأن يوجد لها إجابات ، وأن يقوم بالتخطيط لحياته وبعدها تأتي مسألة تنظيم الوقت.

وشهدت الورشة تفاعلاً بين المحاضر والمشاركين من الجنسين، حيث قام بطرح عدة تساؤلات وأجاب عنها الحضور

وقدم السادة عدة نصائح للحضور من أجل المساعدة في تنظيم الوقت وهي ايجاد خطة ، مشيراً إلى أنه عندما يخطط الفرد لحياتة مسبقاً، ويضع لها الأهداف الواضحة يصبح تنظيم الوقت سهلاً وميسراً، والعكس صحيح، وأن الفرد إذا لم يخطط لحياته فتصبح مهمتة في تنظيم الوقت صعبة.

وأضاف المحاضر أنه لابد من تدوين الأفكار والخطط والأهداف على الورق، وغير ذلك يعتبر مجرد أفكار عابرة ستنسى بسرعة، إلا إذا كان الفرد صاحب ذاكرة خارقة، وذلك سيساعد على إدخال تعديلات وإضافات وحذف بعض الأمور من خطة الفرد.

وقال أنه بعد الانتهاء من الخطة يتوقع الفرد أنه سيحتاج إلى إدخال تعديلات كثيرة عليها، وأكد أن الفشل أو الإخفاق شيء طبيعي في حياتنا، وأنه من الضروري للفرد ألا ييأس وأن يتعلم من أخطائه أكثر مما يتعلم من نجاحة.

المقارنة بين الأولويات

وأوضح المهندس السادة انه يجب أن تعود نفسك على المقارنة بين الأولويات، لأن الفرص والواجبات قد تأتيك في نفس الوقت، فأيهما ستختار؟ باختصار اختر ما تراه مفيد لك في مستقبلك وفي نفس الوقت غير مضر لغيرك.

وقال المحاضر “اقرأ خطتك وأهدافك في كل فرصة من يومك ، استعن بالتقنيات الحديثة لاغتنام الفرص وتحقيق النجاح، وكذلك لتنظيم وقتك، كالإنترنت والحاسوب وغيره ، تنظيمك لمكتبك، غرفتك، سيارتك، وكل ما يتعلق بك سيساعدك أكثر على عدم إضاعة الوقت، ويظهرك بمظهر جميل، فاحرص على تنظيم كل شيء من حولك.

الخطط والجداول ليست هي التي تجعلنا منظمين أو ناجحين، فكن مرناً أثناء تنفيذ الخطط. ركز، ولا تشتت ذهنك في أكثر من اتجاه، وهذه النصيحة أن طبقت ستجد الكثير من الوقت لعمل الأمور الأخرى الأكثر أهمية وإلحاحاً ، اعلم أن النجاح ليس بمقدار الأعمال التي تنجزها، بل هو بمدى تأثير هذه الأعمال بشكل إيجابي على المحيطين بك.

معوقات تنظيم الوقت

ثم تحدث المهندس إبراهيم السادة عن معوقات تنظيم الوقت، مؤكداً أنها كثيرة فلذلك عليك تجنبها ما استطعت ومن أهم هذه المعوقات ، عدم وجود أهداف أو خطط ، التكاسل والتأجيل، وهذا أشد معوقات تنظيم الوقت، فتجنبه ، النسيان، وهذا يحدث لأن الشخص لا يدون ما يريد إنجازه، فيضيع بذلك الكثير من الواجبات ، مقاطعات الآخرين، وأشغالهم، والتي قد لا تكون مهمة أو ملحة، اعتذر منهم بكل لباقة، لذا عليك أن تتعلم قول لا لبعض الامور ، عدم إكمال الأعمال، أو عدم الاستمرار في التنظيم نتيجة الكسل أو التفكير السلبي تجاه التنظيم ، سوء الفهم للغير مما قد يؤدي إلى مشاكل تلتهم وقتك.

خطوات تنظيم الوقت

وتناول المحاضر خطوات تنظيم الوقت ، قائلاً ” بإمكانك أن تغيرها أو لا تطبقها بتاتاً، لأن لكل شخص طريقته الفذة في تنظيم الوقت المهم أن يتبع الأسس العامة لتنظيم الوقت. لكن تبقى هذه الخطوات هي الصورة العامة لأي طريقة لتنظيم الوقت.

وحدد المحاضر هذة الخطوات في ضرورة التفكير في الأهداف، وانظر في رسالتك في هذه الحياة ، أنظر إلى أدوارك في هذه الحياة، فأنت قد تكون أب أو أم، وقد تكون أخ، وقد تكون ابن، وقد تكون موظف أو عامل او مدير، فكل دور بحاجة إلى مجموعة من الأعمال تجاهه، فالأسرة بحاجة إلى رعاية وبحاجة إلى أن تجلس معهم جلسات عائلية، وإذا كنت مديراً لمؤسسة، فالمؤسسة بحاجة إلى تقدم وتخطيط واتخاذ قرارات وعمل منتج منك ، حدد أهدافاً لكل دور، وليس من الملزم أن تضع لكل دور هدفاً معيناً، فبعض الأدوار قد لا تمارسها لمدة، كدور المدير إذا كنت في إجازة ، نظم، وهنا التنظيم هو أن تضع جدولاً أسبوعياً وتضع الأهداف الضرورية أولاً فيه، كأهداف تطوير النفس من خلال دورات أو القراءة، أو أهداف عائلية، كالخروج في رحلة أو الجلوس في جلسة عائلية للنقاش والتحدث، أو أهداف العمل كعمل خطط للتسويق مثلاً، أو أهدافاً لعلاقاتك مع الأصدقاء ، نفذ، وهنا حاول أن تلتزم بما وضعت من أهداف في أسبوعك، وكن مرناً أثناء التنفيذ، فقد تجد فرص لم تخطر ببالك أثناء التخطيط، فاستغلها ولا تخشى من أن جدولك لم ينفذ بشكل كامل.

وأشار المحاضر الى أنه في نهاية الأسبوع عليك أن تقيم نفسك، وتنظر إلى جوانب التقصير فتداركها ، وأكد على ان التنظيم الأسبوعي أفضل من اليومي لأنه يتيح للشخص مواجهة الطوارئ والتعامل معها بدون أن تفقد الوقت لتنفيذ أهدافك وأعمالك.

استغلال الوقت بفعالية

وتحدث المهندس ابراهيم السادة عن كيفية زيادة الفعالية في استغلال الوقت، حيث حدد عدة خطوات وهي ، محاولة الاستمتاع بكل عمل تقوم به ، تفائل وكن إيجابياً ، لا تضيع وقتك ندماً على فشلك ، حاول إيجاد طرق جديدة لتوفير وقتك كل يوم ، أنظر لعاداتك القديمة وتخلى عن ما هو مضيع لوقتك ، ضع مفكرة صغيرة وقلما في جيبك دائماً لتدون الأفكار والملاحظات ، خطط ليومك من الليلة التي تسبقه أو من الصباح الباكر، وضع الأولويات حسب أهميتها وأبدأ بالأهم ، ركز على عملك وانتهي منه ولا تشتت ذهنك في أكثر من عمل ، توقف عن أي نشاط غير منتج ، أنصت جيداً لكل نقاش حتى تفهم ما يقال، ولا يحدث سوء تفاهم يؤدي إلى التهام وقتك ، رتب نفسك وكل شيء من حولك سواء الغرفة أو المنزل، أو السيارة أو مكتبك ، قلل من مقاطعات الآخرين لك عند أدائك لعملك ، أسأل نفسك دائماً ما الذي أستطيع فعله لاستغلال وقتي الآن ، أحمل معك كتيبات صغيرة في سيارتك أو عندما تخرج لمكان ما، وعند اوقات الانتظار يمكنك قراءة كتابك، مثل أوقات انتظار مواعيد المستشفيات، أو الإنتهاء من معاملات ، أتصل لتتأكد من أي موعد قبل حلول وقت الموعد بوقت كافي ، تعامل مع الورق بحزم، فلا تجعله يتكدس في مكتبك أو منزلك، تخلص من كل ورقة قد لا تحتاج لها خلال أسبوع أو احفظها في مكان واضح ومنظم ، أقرأ أهدافك وخططك في كل فرصة يومياً ، لا تقلق إن لم تستطع تنفيذ خططك بشكل كامل ، لا تجعل من الجداول قيد يقيدك، بل اجعلها في خدمتك.

في بعض الأوقات عليك أن تتخلى عن التنظيم قليلاً لتأخذ قسطاً من الراحة، وهذا الشيء يفضل في الرحلات والإجازات ، ركز على الأفعال ذات المردود العالي مستقبلاً، مثل: قراءة الكتب والمجلات المفيدة ، الاستماع للأشرطة المفيدة ، الجلوس مع النفس ومراجعة ما فعلته خلال يومك ، ممارسة الرياضة المعتدلة للحفاظ على صحتك ، أخذ قسط من الراحة، من خلال الإجازات أو فترة بسيطة خلال يومك ، الجلوس مع العائلة في جلسات عائلية ، الذهاب لرحلة ومن خلالها تستطيع توزيع المسؤوليات على أفراد الأسرة فيتعلموا المسؤولية وتزيد أواصر العلاقة بينكم ، التخطيط للمستقبل دائماً ، التخلص من كل عمل غير مفيد ، محاولة استغلال الفرص واستغلالها بفعالية ، التحاور مع الموظفين الزملاء والمسؤولين والعملاء أو المراجعين لزيادة كفاءة المؤسسة ، وغيرها من الأمور التي أوضحها المحاضر للمشاركين.

سيرة ذاتية

والمحاضر المهندس إبراهيم محمد عبداللطيف السادة تخرج من جامعة ايفانزفيل- ولاية انديانا بأمريكا- تخصص هندسة كهربائية وحصل على ماجستير(2013 فبراير) في إدارة الأعمال من جامعة HULL الانجليزية ، ولديه خبرات عملية كثيرة حيث عمل مدير إدارة خدمات التبريد. ( أكتوبر 2012 و حتى تاريخه) ، مدير تخطيط شبكات المياه ( مايو 2006 – سبتمبر2012 ) ، رئيس قسم التسريبات و فاقد المياه ( أكتوبر2004 إلى إبريل 2006) ، رئيس فريق التخطيط والتطوير شبكات المياه (ابريل الى سبتمبر 2004) رئيس قسم التخطيط و التنسيق – شبكات التوزيع الكهربائية(اكتوبر 2001-يوليو 2003) ، مهندس أول تخطيط وتشغيل و صيانة (إبريل 2000- سبتمبر2001) ، مدرب لتطوير العمل و تطوير الذات ( 2004 – حتى تاريخه) .

وقد شارك في عضوية استراتيجية قطر الوطنية ، مشروع خطة قطر الرئيسية، اللجنة الفرعية للبنية التحتية ، الفريق الاداري لاستراتيجية تخطيط المياه و مواقع التحلية ، مشروع كهرماء للإدارة الاستراتيجية ، لجنة مؤشرات الاداء لدول الخليج العربية .