سلط مهرجان “نجاح قطري” ضمن فعالياته اليوم الضوء على قصص نجاح عدد من المخترعين القطريين الذي حققوا بابتكاراتهم نجاحات على مستوى دولي وتحولت اختراعاتهم إلى منتجات على أرض الواقع.
واستعرض المبتكرون قصص نجاحاتهم وكيف جاءت الأفكار التي استوحوا منها ابتكاراتهم وأهم العوائق التي واجهتهم خلال مسيرة الانتاج، بدءا من الفكرة وحتى وصولها إلى منتج نهائي للمستهلكين، داعين الشباب إلى الانطلاق بأفكارهم والتجريب والعمل لتحقيق أفكارهم .
وأكد المشاركون أنه ليس شرطا أن تكون مهندسا أو باحثا في التكنولوجيا لتكون مخترعا، بل من خلال الملاحظة الدقيقة من حولنا يكون الاختراع سواء في شكل منتج جديد نحتاجه أو تطوير منتج قائم بالفعل ،مثمنين وجود عدد من الجهات التي تدعم مشاريع المخترعين مثل النادي العلمي القطري وحاضنة قطر للأعمال وواحة الابتكار والعلوم وغيرها.
وطالب المشاركون في ذات الوقت بتوفير مزيد من الدعم للمخترعين كون نجاح الاختراعات القطرية في الوصول إلى الأسواق العالمية يسهم في تحقيق رؤية دولة قطر التي تنطلق من الاقتصاد المعرفي بما يسهم في نمو الاقتصاد الوطني.
وقدم المهندس خالد محمد أبو جسوم بابتكاره أوليفر (الطاهي الذكي) وهو عبارة عن جهاز طهي ذكي وآلي بالكامل يتوافق مع تطبيق خاص على الهاتف المحمول، ويحتوي على وصفات مبرمجة مسبقًا ابتكرها طهاة محترفون.
وتحدث المخترع القطري محمد الجفيري عن ابتكاره “سيدو” وهو عبارة عن روبوت تفاعلي يوفر تعليمات مبتكرة لتعلم لغة الإشارة عند الأطفال الصم في مرحلة هامة من مراحل نموهم ، عندما رأى امكانية أن تكون هناك اشارات وترجمة لكل ما يراه الأصم فكيف بالكلمات المعنوية فجاءت الفكرة ليحقق الجهاز انجازات عالمية .
وشرح جابر محمد السليطي فكرة ابتكاره “فاين بوستشر” وهو جهاز تنبيه للوضعية الصحية لمستخدم الجهاز، يلبس على شكل قلادة ليقوم بمتابعة وضعية الظهر والرقبة وإعطاء تنبيه عن طريق اهتزاز خفيف في حالة كانت الجلسة أو الوقوف خاطئ ومضر للظهر والرقبة، فضلا عن إمكانية ربط الجهاز بتطبيق هاتفي لهذا الغرض .
المخترع صالح سعيد سفران قدم اختراع “صمام” وهو نظام ذاتي التشغيل يعمل على كشف تسريب غاز الطبخ وإغلاق المحبس أوتوماتيكياً لمنع تدفق الغاز ومنع حدوث الحرائق موضحا ان فكرة الجهاز جاءت عقب حادث في الدوحة عام 2016 ، وتحدث المبتكر محسن حسين الشيخ عن جهازه “أوكسي” وهو مبرد مياه الخزانات ويقوم بتبريد سطح وقاع مياه الخزان بسرعة عالية.
اما راشد الابراهيم فتناول قصة اختراعه ” الركبي الآلي ” والتي ترجع لعام 2003 وعندما السبب يرجع لاعتراضات منظمات حقوقية على استخدام الأطفال في سباقات الهجن فكان التفكير في استخدام بديل ونجح وحقق الجهاز انجازات عالمية وتم تصنيعه ويوجد بالأسواق حاليا، والجهاز في حجم طفل صغير يحل عملياً مكان الإنسان الطبيعي في سباقات الهجن.
وشارك في ملتقى المخترعين بمهرجان “نجاح قطري” الدكتور حارب الجابري المدير التنفيذي للنادي العلمي القطري والذي تحدث عن إنجازات النادي الذي ساهم في تحقيقها أجيال سابقة مما ساعد في تحقيق طفرة نوعية حاليا في حجم الاختراعات ونوعيتها ، موضحا أن النادي يركز حاليا على الفئات العمرية الصغيرة لإنتاج عقول تبتكر وتترجم ابتكارها الى منتجات، مشيرا إلى أن النادي يوفر البيئة التي تساعد المخترع في دراسة الجدوى الفنية والقابلية للتصنيع ولكن هناك مراحل مازلنا نحتاج إليها وهي التحويل من اختراع إلى منتج نهائي في السوق .
وأضاف أن النادي العلمي يسوف يفتتح قريبا (مركز المبتكر الواعد) للفئة العمرية من 5 إلى 14 سنة، وسوف يستخدم مناهج نظام مشاريع “ستيم” المعتمدة من المنظمة الهندسية العالمية ( IEEE) بنظام التعليم اللاصفي على مدار العام ،يتعلم خلاله الطالب المفاهيم المختلفة في العلوم والهندسة والرياضيات والتكنولوجيا .
ويشارك النادي العلمي القطري في ملتقى نجاح قطري من خلال جناح خاص يستعرض فيه 12 منتجا تم تنفيذها بالفعل لمخترعين قطريين وتحولت ابتكاراتهم إلى منتجات يتم تسويقها حاليا، إضافة إلى “باص صانع” والذي يهدف إلى تعريف المجتمع القطري بخطوات الصنع والابتكار بالإضافة إلى خلق بيئة تعليمية لتوفير منصة تجريبية لممارسة الصناعة والاختراع والتي من شأنه خلق ثقافة الصنع بين الطلبة والأفراد ، كما يقدم النادي ورشة “الفاب لاب” وهي نموذج لمعمل “فاب لاب” بالنادي ويتم من خلالها تنظيم ورش وتدريبات عملية لزائري مهرجان /نجاح قطري/ من الشباب.
وكان الملتقى قد استضاف اليوم ايضا أصحاب مبادرة ومشروع “مبصرون”، الفائز بالدورة الثانية من جائزة “أخلاقنا” وهو تطبيق للهواتف الجوالة يعتمد على الصوت كليًا، يمكّن المكفوفين وضعاف البصر من طلب الوجبات من المطاعم واستعراض مكوناتها ومقارنة أسعارها دون الحاجة إلى المساعدة من أحد.
واكد الفريق المكون من نوال الكربي وأمل مبارك المري ، والميزون عبدالمحسن المري ،أن الجائزة بمثابة بداية لطريق طويل في سبيل خدمة المكفوفين وتوعية المجتمع بأهمية تيسير سبل الحياة الميسرة لهم ودمجهم في المجتمع، واكدن أنه سيتم تطوير التطبيق الإلكتروني مستقبلاً ليشمل مطاعم أكبر لخدمة المكفوفين وأن المشروع يرتكز على مجموعة من القيم الأخلاقية منها الكرامة والرحمة والإحسان.
وفي سياق متصل أقيم مساء اليوم ضمن فعاليات المهرجان (ملتقى الطب) والذي تمت فيه استضافة عدد من الأطباء القطريين الذين لهم انجازات بارزة في مجالات جراحة العمود الفقري، جراحات الروبوت ، جراحات السمنة، جراحة عظام وإصابات الملاعب وطب الروماتيزم ، وطب الأطفال وطب قلب الأطفال وأمراض الأطفال السريرية حيث تناولوا قصص نجاحاتهم أيضا مؤكدين على ضرورة كثرة البحث والاطلاع ومتابعة الجديد باستمرار وتحدث خلال الملتقى كل من د.عبد العزيز الكواري – استشاري جراحة عمود فقري ، د.جاسم عبيدان فخرو- متخصص في جراحات الروبوت ، ود.محمد جناحي- أمراض الأطفال السريرية ، د. خالد عبدالله اليافعي-استشاري طب أول أطفال، د.خالد الخليفي- جراحة عظام وإصابات ملاعب ، د . سمر العمادي متخصصة في أمراض الروماتيزم ، د . ريما يوسف حسين متخصصة في طب أطفال – قلب
كما أقيم ملتقى التواصل الاجتماعي وشارك فيه عدد من أبرز رموز وسائل التواصل الاجتماعي والذين لهم تأثير في الإعلام مع إبراز تجاربهم وقصص نجاحهم .
جدير بالذكر أن مهرجان /نجاح قطري/ في نسخته الثالثة المقام في مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات يختتم أعماله غدا /السبت/ ويحظى برعاية العديد من المؤسسات الحكومية ويقدم أنجح التجارب القطرية للأشخاص المؤثرين و المميزين، من خلال 13 ملتقى تغطي مجالات متعددة، تشمل الدفاع والاقتصاد والثقافة والفنون والرياضة وغيرها ، ويصاحب المهرجان في نسخته الثالثة معرض لأبرز المشروعات القطرية .
«نجاح قطري» يسلط الضوء على قصص نجاح عدد من المخترعين القطريين
